كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل المراجعة الداخلية من التحليل المتقدم إلى الاكتشاف المبكر للمخاطر
كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل المراجعة الداخلية  من التحليل المتقدم إلى الاكتشاف المبكر للمخاطر


في عام 2025، تتجه أقسام المراجعة الداخلية نحو استخدام الذكاء الاصطناعي والذكاء التوليدي (GenAI) كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتها لتعزيز الأداء والموثوقية. وفقًا لتقرير Deloitte، فإن نحو 40٪ من رؤساء المراجعة الداخلية يخططون للاستثمار بـGenAI بهدف رفع جودة العمل ومواكبة التغيرات

-1 التحول من المراجعة التقليدية إلى المراجعة المستمرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

  • مواكبة البيانات الكاملة بدل العينات: الاعتماد على تحليل شامل لكل العمليات بدلاً من فحص عينات فقط، يوفر دقة أعلى ويرفع سرعة الكشف عن الأخطاء والمخالفات.
  • المراجعة المستمرة (Continuous Auditing) تمكّن المدققين من مراقبة الأنظمة لحظة بلحظة باستخدام نماذج تعلم آلي متطورة.

-2  اكتشاف الاحتيال والأنماط المشبوهة قبل وقوعها

  • تقنيات الذكاء الاصطناعي تقود إلى نماذج كشف احتيال قوية تحلل ملايين المعاملات في وقت قصير، وتقلل عدد الإيجابيات الكاذبة بشكل ملحوظ .
  • منصات مثل MindBridge توفر تحليلاً فورياً مما يدعم التدخل قبل تفاقم المخاطر

-3أتمتة ومسرَعة للتقارير والافصاحات المالية

  • GenAI يساعد المراجعين على صياغة تقارير دقيقة وربط النتائج بالمخاطر والتوصيات بسرعة ودقة.
  • مثال ملموس من WestRock: طبّقت GenAI لصياغة أهداف المراجعة والبرامج وتقارير الأداء، مما أدى إلى تقديم تقارير أكثر اتساقًا وبجودة أعلى.

-4 تعزيز كفاءة العمليات وتركيز الموارد

  • بتفريغ الجزء الروتيني من العمل مثل التجميع والتحليل الأولي، يتم إعادة توجيه جهود المراجعين نحو أعمال استراتيجية تحتاج حُكمًا وذكاءًا بشريًا.
  •  Deloitte كشفت أن 75٪ من موظفيها يستخدمون بالفعل “PairD”، شات بوت يساعد في تحليل وتلخيص المستندات، مما يدعم توجيه طاقاتهم للمسائل عالية الأهمية

-5  التكامل بين الحوكمة الرقمية والتعلم المستمر

  • المراجعة الداخلية أصبحت بحاجة إلى بنية تحكم قوية تتبع مبادئ الشفافية والأخلاقيات، خاصة عند استخدام أنظمة GenAI.
  • كما أشار Deloitte، فإن الموظفين بحاجة لتطوير مهارات رقمية قوية لتعزيز تعاملهم مع هذه الأدوات وضمان سلامتها.

-6 التحديات والمحاذير الأخلاقية والتنظيمية

التوصية الاحترافية

التحدي

اختبار وتدقيق مستمر للنماذج لضمان شمولية البيانات

انحياز النماذج

تبني بروتوكولات حماية مشددة (GDPR/PCI-DSS)

الخصوصية والأمان

اعتماد نهج هجيني يوازن بين الذكاء الاصطناعي والإشراف البشري

الإفراط في الاعتماد

استخدام نماذج قابلة للتفسير تدعم الإقرار بمصدر القرار

الشفافية في عمل النماذج

-7  رؤى مستقبلية للمراجعة الداخلية بالذكاء الاصطناعي

  • اعتماد واسع في السنوات القادمة: توقع نشطة تشير إلى أن نسبة تبني AI بين فرق المراجعة ستزيد من 39٪ اليوم إلى 80٪ بحلول 2026
  • أدوار جديدة للمراجعين: الانتقال من فحص البيانات إلى دور المستشار الاستراتيجي، مدعومًا بذكاء غير مسبوق في اكتشاف المخاطر
  • دمج الذكاء الاصطناعي بفعالية: المنظمات بحاجة لبنية تحتية قوية، خطة تعلم، وسياسات حوكمة لضمان استخدام مستدام وآمن.

ويمكن ان نخلص الى القول بأن الاتجاه نحو تبني الذكاء الاصطناعي داخل المراجعة الداخلية ليس خيارًا مستقبليًا بل ضرورة حالية. بفضل التحليل في الوقت الفعلي، وإمكانية اكتشاف المخاطر قبل وقوعها، وتحرير الوقت للمراجعين، يمكن للهيئات أن تحقق مرحلتين:

1.     رفع درجة الثقة في التقارير المالية.

2.     تعزيز فعالية الرقابة عبر نهج استباقي.

التحدي الرئيسي يكمن في اتباع تطبيق يجعل الذكاء الاصطناعي عززًا ورافدًا للقدرات البشرية لا بديلًا عنها.

 


المستشار/ محمد العيسى